المعرفة و الخبرة من أساسيات الإدارة

صديق لي كان والده يملك شركة من شركات الملاحة البحرية الكبرى. وبعد تخرجه بدأ يعمل مع والده. ولكن بدلآ من أن يعطي له والده وظيفة إدارية أعطاه أصغر وظيفة في أصغر قسم لديه. وبعد أن اكتسب الخبرة في أعمال هذا القسم نقله على وظيفة صغيرة أخرى في قسم آخر، و كل ما يكتسب الخبرة في وظيفة نقله والده على قسم آخر. ظل صديقي يتنقل عدة سنوات بين الأقسام الى أن عينه والده مديرآ لإحدى الأقسام، ولما اطمئن لإدارته عينه نائبآ له، ثم خلفه بعد وفاته في رئاسة الشركة. صديقي هذا ازدهرت الشركة في عهده وتضاعف رقم اعمالها عدة مرات. رحمة الله على صديقي حسام لهيطة ووالده.

دايمآ لما كنت بافتح شركة كان بيكون عندي خبرة في شغلها، أو على الأقل في جانب من الناحية الفنية من العمل بالإضافة الى البيع. وبعد تأسيس الشركة كنت بأحاول اتعلم باقي الجوانب الفنية فيها على الرغم من اني كنت أعين الفريق كاملآ من أول يوم.

وده فادني كتير في نفس الشغل وفي عملي الآن كاستشاري. لما أنشأت أول وكالة ترويج رقمي في مصر والشرق الأوسط كنت اعرف تسويق كويس نظري وعملي وبرمجة وانشاء مواقع وتجارة رقمية من خلال شركاتي الأخرى.

واثناء ادارتي الشركة كنت استغل بعض الوقت من العمل وخارج العمل لأتعلم باقي الفنيات.

اذكر ان مهندس صيانة سيرفرات المواقع Server Admin ترك العمل فجأة فقمت بحل محله لفترة طويلة حتى استطعت تعيين مهندس آخر.

وكنت أستطيع أيضآ أن انفذ إعلانات جوجل والسوشيال ميديا، ده بالإضافة لكتابة المحتوى وتحسين محركات البحث وتسريع المواقع وتأمينها ضد الإختراق. وكنت اتعلم فوتوشوب لأفهم في تصميمات الجرافيك، كما كنت اتعلم ولو تعليم نظري من أفضل الموظفين، كل في مجاله حتى استطيع ادارتهم بكفاءة (مش عشان انفذ بنفسي طبعآ).

عشان كده لما حولت عملي كاستشاري أصبحت استشاري فاهم مش بس استراتيجيات، بل وفنيات تنفيذ أيضآ. كما أجيد قراءة التقارير التحليلية للإعلانات ومحركات البحث و حركة المستخدمين على المواقع، وأستطيع الإشراف على الفرق ومتابعة تنفيذ الإستراتيجية والخطة وتصحيح أعمال الفرق وتوجيهها بجميع تخصصاتها.

لو عايز تبقى مدير أو صاحب عمل حاول تتعلم كل وظيفة في شغلك قدر المستطاع عشان تكتسب العمق الكافي للإدارة.