ماتسيبش فلوسك كلها على الترابيزة

هذا درس من الدروس القاسية جدآ التي تعلمتها في البيزنيس و كلفتني الكثير من المال و العمر الثمين.

كنت أحب عملي بشدة وكان طموحي ان يكبر بسرعة ولم أكن أبخل عليه بوقتي ولا بجهدي و لا بأرباحي. قد يبدو الموضوع طبيعي و صحي كما في حالة أي رائد أعمال محب لما يعمل. و لكن كانت المشكلة هي اني كنت أضخ كل الأرباح في العمل باستمرار حتى ينمو أكثر. وكان فعلآ بيحقق نموآ كبيرآ.

اذن ما هي المشكلة؟

المشكلة اني لم أكن وقتها أعلم شيئآ عن دورات الكساد و الركود. والحقيقة التي لا جدال عليها أن كل فترة يمر السوق بكساد يأكل الأخضر و اليابس (مثل ما هو حادث الآن). وقتها كل أرباحك التي ضحيت بها على مدار سنوات و قمت بضخها في العمل تختفي فجأة، و تضيع سنين من التضحيات. و المشكلة الأكبر اني (على المستوى الشخصي) لم يكن عندي حاجة أي رصيد يدعمني بصفة شخصية أو للعمل في هذا الوقت. يعني كساد و رصيد صفر في البنك.

المفروض انك تسحب أرباحك (أو جزء منها) خارج العمل بصفة دورية، و تستثمرها في أصول قابلة للزيادة أو الإستثمار (مثلآ أرض أو عقار سعره يزيد و ممكن الإنتفاع بعائد من ايجاره أو تشغيله مثلآ) أو في أي وعاء ادخاري يحفظ قيمة المال كالذهب أو الفضة أو العملة مثلآ (وهذا أضعف الإيمان).

ليس معنى ذلك انك تترك عملك و لا تنميه. اذا اردت تنميته يمكنك أن تعيد ضخ جزءآ من الأرباح و ليست كلها، أو تترك العمل ينمو بطريقة عضوية بدون منشطات، أو حتى تدخل شركاء بالمال و المجهود اذا أردت. لكن ضروري أن تجني أرباح خارج العمل تدعمك في حالة -لا قدر الله- حدوث كساد أو ركود.

:نلخص العبرة من الموضوع في كلمتين

لا تترك مالك كله على الطاولة حتى لا يأخذه الريح حين هبوبه

اترك تعليقاً